22 أبريل 2016

ما هو التعليم المبرمج؟

التعليم,المبرمج,الإلكتروني

يعتبر البعض أن التعليم المبرمج طريقة تكنولوجية حديثة، في حين يرى آخرون أن جذوره تمتد إلى عهد الفلاسفة اليونان القدماء. فقد أشار  “أفلاطون إلى ضرورة اعتماد مبدأ الإجابة الفاعلة و الخطوات الصغيرة، و المعرفة الفورية للنتائج، و في بداية العشرينيات تقريباً في العام 1925م قام عالم النفس الأمريكي ((سيدني برسي Sidney Pressey)) باختراع أول آلة تعليمية وهي آلة صغيرة لتصحيح الاختبارات ذاتياً و تحتوي على إجابات متعددة و تمكن المتعلم من خلالها أن يكتشف أخطاءه و يعمل على تصحيحها و تقويمها  أما في الخمسينيات فقد ظهرت فلسفة التعليم المبرمج بصورته الحقيقية التي نراها الآن، نتيجة لتجارب وأبحاث عالم النفس الأمريكي “سكنر  B. F. Skinner ” التي أجراها على الحمام و الفئران، و ربط بين نتائج هذا و تعلم الإنسان، حيث أجرى تجاربه على ابنته ومدى تحصيلها لمادة الرياضيات و التي خلص منها بأسس التعليم المبرمج و مبادئه ..
تعريف التعليم المبرمج:
   يعّرف بأنه : هو الطريقة التي يمكن بموجبها أن نقوم بالتحكم في الخبرات التعليمية التي يحصل عليها المتعلم بكل عناية و تحديدها و ترتيب تتابعها بحيث تجعل الفرد يتعلم بنفسه و يكتشف أخطاءه و يصححها حتى يصل إلى الأداء المناسب. و لذلك فإن النشاط الإيجابي الذي يقوم به المتعلم يؤدي إلى اكتساب الخبرة أي التعلم و تعديل السلوك.
      و هناك العديد من التعريفات للتعليم المبرمج، ومعظمها تتفق في أن :
التعليم المبرمج طريقة من طرق التعليم الفردي ـ تصاغ المادة التعليمية في خطوات صغيرة و متسلسلة ـ جميع الخطوات مرتبطة ببعضها و يتبع كل خطوة تعزيز لإجابة المتعلم ـ يتعلم كل متعلم بمفرده ذاتياً ـ يرتكز النشاط في التعلم حول المتعلم الذي يتحمل كل المسئولية ـ يمكن عرض البرنامج في صورة مختلفة
صفات التعليم المبرمج:
يقسم البرنامج إلى وحدات صغيرة تدعى إطارات و لكل منها صفات عامة هي :
  1. إطارات تقدم معلومات جديدة للمتعلم : و تدعى الإطارات التعليمية (Teaching Frames) و تضم بالإضافة إلى المعلومات الجديدة أسئلة عليها و الإجابة الصحيحة على تلك الأسئلة.
  2. إطارات تقدم أسئلة (Frames Test) : هذه الأسئلة من أجل إظهار مدى فهم المتعلم للمعلومات التي أعطيت في نفس الإطار أو إطار سابق.  
  3. إطارات تقدم الإجابة الصحيحة (give the correct answer  Frames) :  هدف هذا الإطار هو لجعل المتعلم يتأكد من الإجابة الصحيحة.
عند استخدام برنامج التعليم المبرمج يقوم المتعلم بأربعة أعمال تباعاً هي :
  1. قراءة المعلومات الجديدة المعطاة في الإطار. 
  2. إجابة الأسئلة في الإطار. 
  3. التأكد من الإجابة بمقارنتها مع الإجابة الصحيحة المعطاة.  
  4. الذهاب إلى الإطار التالي و إعادة تلك الخطوات، و هذه الخطوة تتم فقط في البرنامج الخطي (Linear).
مبادئ التعليم المبرمج:
المبادئ التي يقوم عليها التعليم المبرمج ليست جديدة  وهي  : مبدأ عملية بناء المادة : يجب أن تحلل المادة التعليمية على مكوناتها الأولية، مبدأ التكيف، مبدأ الإثارة، مبدأ التقويم المستمر في جميع المراحل.
الخصائص الرئيسية للتعليم المبرمج :
تتمثل الخصائص الرئيسية للتعليم المبرمج في :  يعمل كل تلميذ في التعليم المبرمج بمفرده ـ تعلم كل تلميذ في التعليم المبرمج حسب سرعته الخاصة؛ لذا فهو يواجه الفروق الفردية بين التلاميذ ـ تقسم المادة التعليمية في التعليم المبرمج إلى إطارات وينتهي كل إطار بسؤال يطلب من المتعلم الإجابة عليه ـ يسمح التعليم المبرمج للتلميذ بمعرفة الإجابة الصحيحة بمجرد الانتهاء من إجابته على السؤال، فيعزز ذلك عملية التعلم ـ يوجه البرنامج التلميذ عندما يخطئ في الإجابة عن أحد الأسئلة على ما يجب عليه عمله قبل انتقاله إلى الإطار التالي.
مميزات التعليم المبرمج :
تتمثل مميزات التعليم المبرمج  فيما يلي : يساعد على تلبية احتياجات التلاميذ ـ يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ؛ حيث يسير كل تلميذ في التعلم وفقا لسرعته ـ يتوافق التعليم المبرمج مع كثير من نظريات التعلم ونماذجه ـ المتعلم إيجابي نشط باستمرار ـ يسهم في مواجهة الأعداد المتزايدة للتلاميذ ـ يكون لدى المتعلم القدرة على تحمل مسئولية اتخاذ قراراته التي تتصل بأسلوب تعلمه ـ غير مقيد بالزمان أو المكان كما في التعليم التقليدي.
عيوب التعليم المبرمج :
اعتماد المواد المبرمجة على اللفظية لتوصيل المحتوى لذلك يتم وضع ثقة كبيرة في قدرة المتعلم على القراءة ـ تتكون برامج الخطية من مئات الأطراف التي قد تكون مملة نوعا ما ـ أسئلة البرنامج غالبا تركز على المعلومات وتهمل الجوانب الأخرى ـ قلة التفاعل بين التلاميذ وبعضهم البعض ـ يتطلب إعداد البرنامج جهداً، و وقتا و تكاليفاً عالية ـ لا يصلح لتدريس مهارات مثل البحث العلمي، و القدرة على حل المشكلات أو التفكير الابتكاري.
أسس التعليم المبرمج:
أولاً : حصول التعلم بخطوات صغيرة، للأسباب التالية : القضاء على الخوف من الدروس الطويلة ـ سهولة فهم الخطوات الصغيرة ـ سهولة تصحيح الخطوات الصغيرة و ذلك لسهولة الرجوع إلى تلك الخطوة بيسر و سهولة. 
ثانياً : التعلم يتم بالنشاط الإيجابي.
ثالثاً : قيام المتعلم بالتأكد من إجابته حالاً : إذا كانت إجابة المتعلم صحيحة أما إذا كانت الإجابة خطأ فإن المتعلم يرى خطأه حالاً فيقوم بتصحيحه.
رابعاً : يحدث التعلم من البسيط إلى المعقد : يساعد المتعلم على فهم ما يقوم بتعلمه بيسر و سهولة.
خامسا : يسير البرنامج حسب سرعة المتعلم ولذا فهو يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.

المصدر  : مذكرة أ.د محمد المشيقح - بتصرف

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مركز بوكماخ للتعليم الذكي 2016 ©